مراجعة وتنزيل كتاب برقوق نيسان، القميص المسروق وقصص أخرى تأليف غسان كنفاني
وصف كتاب "برقوق نيسان"
عندما جاء نيسان، أخذت الأرض تتضرج بزهر البرقوق الأحمر وكأنها بدن رجل شاسع، مثقب بالرصاص. هذا المشهد الرمزي يعكس بوضوح الواقع الفلسطيني، حيث يمتزج الحزن بالفرح المختبئ مثلما تكون الولادة ويكون الألم. هكذا كانت حياة قاسم، الذي مات قبل سنة، وجعل من حياته مرآة لمسار شعبه، ومن كتاباته شهادة على معنى المنفى واللجوء، والتمرد والمقاومة.
إقرأ أيضا :
كتاب معارج الإبداع بصيغة pdf تأليف غسان كنفاني
"برقوق نيسان" هو كتاب يعكس الروح النضالية للمؤلف غسان كنفاني، الذي كان من هؤلاء الحالمين الذين يعملون على تقصير المسافة بين الفعل والكلمة ويتطلعون إلى توليد جنس جديد من البشر. يضم الكتاب مجموعة من القصص القصيرة التي تسلط الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني وآماله.
يتضمن الكتاب مقدمة بقلم عزت القمحاوى، وأعمال غسان كنفاني التالية:
- برقوق نيسان
- القميص المسروق
- إلى أن نعود
- المدفع
- قرار موجز
- الصغير يذهب إلى المخيم
كما يحتوي الكتاب على قسم خاص بعنوان "غسان - الشخص والنص" بقلم فيصل دراج، الذي يناقش فيه الجوانب الشخصية والأدبية لغسان كنفاني، مشيرًا إلى شهوة الحياة ومنازلة الموت، والعار الفلسطيني كما يتجلى في رواياته.
"برقوق نيسان" هو رحلة أدبية تأخذ القارئ عبر تجارب النضال والمقاومة الفلسطينية، متجاوزة حدود الزمن والمكان، لتكشف عن الروح الإنسانية العميقة والآمال التي لا تنطفئ.
نبذة عن الكاتب غسان كنفاني :
غسان كنفاني، أحد أبرز الأدباء الفلسطينيين في القرن العشرين، ترك بصمة لا تمحى في الأدب العربي من خلال أعماله التي تناولت مواضيع التحرر الفلسطيني والنضال ضد الاحتلال. وُلِد كنفاني في عكا عام 1936، وكان شاهداً على النكبة التي أثرت بعمق في حياته وأعماله.
السيرة الذاتية:
في عام 1948، أُجبر كنفاني وعائلته على النزوح من فلسطين إثر النكبة، فانتقلوا إلى سوريا حيث عاشوا كلاجئين. تميز كنفاني منذ صغره بموهبته الأدبية، وأكمل دراسته الثانوية في دمشق، حيث حصل على شهادة البكالوريا السورية عام 1952. بعدها تسجل في كلية الأدب العربي في جامعة دمشق، لكنه اضطر لقطع دراسته في نهاية السنة الثانية لأسباب اقتصادية وسياسية.
النشاط السياسي:
كان كنفاني ناشطًا سياسيًا منذ شبابه، وانضم إلى حركة القوميين العرب التي ضمه إليها جورج حبش عام 1953. لاحقًا، أصبح عضوًا في المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وهي إحدى الفصائل الرئيسية في منظمة التحرير الفلسطينية. من خلال نشاطه السياسي، لعب كنفاني دورًا كبيرًا في التوعية بقضية الشعب الفلسطيني وتعزيز مقاومته ضد الاحتلال.
الاغتيال:
في 8 يوليو 1972، عندما كان عمره 36 عامًا، تم اغتياله على يد جهاز المخابرات الإسرائيلية (الموساد) بتفجير سيارته في منطقة الحازمية قرب بيروت. كان هذا الاغتيال جزءًا من حملة موسعة استهدفت قادة المقاومة الفلسطينية، ولكن رحيله المبكر لم يطفئ نجم كنفاني الأدبي والسياسي، بل زاد من تأثيره وإرثه.
الأعمال الأدبية:
ترك غسان كنفاني وراءه إرثًا أدبيًا غنيًا يعبر عن معاناة الفلسطينيين ونضالهم من أجل الحرية. كتب العديد من الروايات والقصص القصيرة التي تناولت مواضيع التحرر الفلسطيني والنكبة والنزوح. من أبرز أعماله الأدبية "رجال في الشمس" و"عائد إلى حيفا" و"أم سعد". هذه الأعمال لم تكن مجرد سرد لقصص شخصية، بل كانت تجسيدًا لمعاناة شعب بأكمله وصرخة احتجاج ضد الظلم والاحتلال.
العمل الصحفي:
إلى جانب عمله الأدبي، كان كنفاني صحفيًا بارعًا، عمل في عدة صحف ومجلات عربية، حيث استخدم قلمه للتعبير عن قضايا الأمة العربية بشكل عام والقضية الفلسطينية بشكل خاص. كان له دور كبير في التوعية والتعبئة من خلال مقالاته وتحليلاته السياسية.
الإرث الثقافي:
غسان كنفاني لم يكن مجرد كاتب أو ناشط سياسي، بل كان رمزًا للمقاومة والأمل بالنسبة للكثيرين. ترك إرثًا ثقافيًا غنيًا يلهم الأجيال المتعاقبة من الكتاب والسياسيين والنشطاء. أعماله الأدبية ترجمت إلى عدة لغات ودرست في الجامعات والمعاهد، مما يعكس التأثير الكبير الذي أحدثه في الأدب العالمي.
يبقى غسان كنفاني واحدًا من أهم الأصوات الأدبية والسياسية التي دافعت عن حقوق الشعب الفلسطيني وناضلت من أجل قضيته. على الرغم من رحيله المبكر، إلا أن تأثيره وإرثه الأدبي والسياسي لا يزال حيًا ومستمرًا في إلهام الأجيال الجديدة للنضال من أجل الحرية والعدالة.
معلومات الكتاب :
تأليف : غسان كنفاني
الصفحات : 58 اللغة : العربية الحجم : 1.34 ميجابايت
تعليقات
إرسال تعليق