مراجعة وتنزيل كتاب معارج الإبداع بصيغة pdf تأليف غسان كنفاني
وصف كتاب: "غسان كنفاني: صفحات كانت مطويّة"
عندما أصدر الكاتب هذا الكتاب، تلبسته حالة من الرهبة نظراً لما يتطلبه من شجاعة في الكتابة عن شخصية غسان كنفاني، خاصة من زاوية مميزة وشخصية تخص الأسرة والمعايشة. هذا الكتاب يروي قصة غسان من خلال أعين شقيقه، ويسلط الضوء على الجوانب الإنسانية الحميمية في حياة غسان، الطفل والفتى، ويركز على العلاقات العميقة بين شقيقين تقاسما الكثير من التجارب المشتركة.
فكرة الكتاب
الكاتب يهدف إلى كسر الصورة القدسية التي غالبًا ما تحيط برموزنا الثقافية، ويقدم غسان كنفاني كإنسان له نزواته وسلوكياته العادية، متجنبًا رفعه إلى مرتبة القداسة. يعتبر الكاتب أن هذا النوع من الكتابة يمكن أن يكون مفيدًا للقارئ، حيث يتيح له فهم كيف تحول شخص عادي إلى رمز أدبي ومناضل معروف.
محتوى الكتاب
الكتاب يقدم لمحات عن حياة غسان كنفاني من خلال كتاباته الأولى التي لم تنشر سابقًا. يتناول فترة الطفولة والصبا، حيث كانت هذه الفترة مليئة بالتحديات والصعوبات التي أسهمت في تشكيل شخصية غسان الإبداعية والنضالية. يتضمن الكتاب مجموعة من القصص والمقالات والدراسات التي كتبها غسان في بداياته، بالإضافة إلى الحواريات والتمثيليات التي أذيعت من إذاعة دمشق، وبعض المحاولات الشعرية والرسوم التي لم تحظى بالشهرة الواسعة.
تقسيم الكتاب
قسم الكاتب حياة غسان إلى ثلاث مراحل رئيسية:
1. الطفولة والمدارس الأولى ورحلة اللجوء : الفترة من الولادة حتى سن الثانية عشرة، والتي شهدت التكوين الأولي لشخصية غسان.
2. مرحلة الدراسة وبناء الشخصية والتأسيس للعمل : الفترة من الثانية عشرة حتى الرابعة والعشرين، حيث بدأ غسان في تطوير مهاراته الأدبية والفكرية.
3. تفجّر الطاقة الإبداعية : الفترة من الرابعة والعشرين حتى استشهاده في عام 1972، والتي ترك خلالها غسان إرثًا أدبيًا ضخماً من القصص والروايات والدراسات والمسرحيات.
الهدف من الكتاب
يسعى الكاتب إلى تقديم غسان من خلال كتاباته الأولى ليظهر كيف تطورت موهبته الأدبية، ويبرز المراحل المختلفة التي مر بها حتى وصل إلى مكانته المتقدمة كأديب ومناضل. يرى الكاتب أن نشر هذه الأعمال المبكرة قد يكون مفيدًا للناشئة، ويتيح للقراء فرصة لفهم مسيرة غسان الأدبية وتطوره الفكري.
الأسئلة المحيرة والرهبة
وقف الكاتب أمام العديد من الأسئلة المحيرة حول حقه في نشر كتابات غسان الأولى، وما إذا كان ذلك سيؤثر على مكانته الأدبية. وبعد تفكير عميق، توصل إلى قناعة بأن نشر هذه الأعمال يمكن أن يقدم فهمًا أعمق لإبداع غسان، ويكون دليلاً للناشئة على مسيرة تطور كاتب كبير.
يختتم الكاتب بعبارات تحمل الأمل والتفاؤل بأن يكون قد أوفى شقيقه الأديب الشهيد المناضل غسان كنفاني بعضًا من حقه عليه، ويؤكد أن هذا الكتاب هو محاولة لتقديم صورة شاملة عن بدايات غسان الأدبية والإبداعية، ليبقى نورًا يهتدي به الجيل بعد الجيل.
نبذة عن الكاتب غسان كنفاني :
غسان كنفاني، أحد أبرز الأدباء الفلسطينيين في القرن العشرين، ترك بصمة لا تمحى في الأدب العربي من خلال أعماله التي تناولت مواضيع التحرر الفلسطيني والنضال ضد الاحتلال. وُلِد كنفاني في عكا عام 1936، وكان شاهداً على النكبة التي أثرت بعمق في حياته وأعماله.
السيرة الذاتية:
في عام 1948، أُجبر كنفاني وعائلته على النزوح من فلسطين إثر النكبة، فانتقلوا إلى سوريا حيث عاشوا كلاجئين. تميز كنفاني منذ صغره بموهبته الأدبية، وأكمل دراسته الثانوية في دمشق، حيث حصل على شهادة البكالوريا السورية عام 1952. بعدها تسجل في كلية الأدب العربي في جامعة دمشق، لكنه اضطر لقطع دراسته في نهاية السنة الثانية لأسباب اقتصادية وسياسية.
النشاط السياسي:
كان كنفاني ناشطًا سياسيًا منذ شبابه، وانضم إلى حركة القوميين العرب التي ضمه إليها جورج حبش عام 1953. لاحقًا، أصبح عضوًا في المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وهي إحدى الفصائل الرئيسية في منظمة التحرير الفلسطينية. من خلال نشاطه السياسي، لعب كنفاني دورًا كبيرًا في التوعية بقضية الشعب الفلسطيني وتعزيز مقاومته ضد الاحتلال.
الاغتيال:
في 8 يوليو 1972، عندما كان عمره 36 عامًا، تم اغتياله على يد جهاز المخابرات الإسرائيلية (الموساد) بتفجير سيارته في منطقة الحازمية قرب بيروت. كان هذا الاغتيال جزءًا من حملة موسعة استهدفت قادة المقاومة الفلسطينية، ولكن رحيله المبكر لم يطفئ نجم كنفاني الأدبي والسياسي، بل زاد من تأثيره وإرثه.
الأعمال الأدبية:
ترك غسان كنفاني وراءه إرثًا أدبيًا غنيًا يعبر عن معاناة الفلسطينيين ونضالهم من أجل الحرية. كتب العديد من الروايات والقصص القصيرة التي تناولت مواضيع التحرر الفلسطيني والنكبة والنزوح. من أبرز أعماله الأدبية "رجال في الشمس" و"عائد إلى حيفا" و"أم سعد". هذه الأعمال لم تكن مجرد سرد لقصص شخصية، بل كانت تجسيدًا لمعاناة شعب بأكمله وصرخة احتجاج ضد الظلم والاحتلال.
العمل الصحفي:
إلى جانب عمله الأدبي، كان كنفاني صحفيًا بارعًا، عمل في عدة صحف ومجلات عربية، حيث استخدم قلمه للتعبير عن قضايا الأمة العربية بشكل عام والقضية الفلسطينية بشكل خاص. كان له دور كبير في التوعية والتعبئة من خلال مقالاته وتحليلاته السياسية.
الإرث الثقافي:
غسان كنفاني لم يكن مجرد كاتب أو ناشط سياسي، بل كان رمزًا للمقاومة والأمل بالنسبة للكثيرين. ترك إرثًا ثقافيًا غنيًا يلهم الأجيال المتعاقبة من الكتاب والسياسيين والنشطاء. أعماله الأدبية ترجمت إلى عدة لغات ودرست في الجامعات والمعاهد، مما يعكس التأثير الكبير الذي أحدثه في الأدب العالمي.
يبقى غسان كنفاني واحدًا من أهم الأصوات الأدبية والسياسية التي دافعت عن حقوق الشعب الفلسطيني وناضلت من أجل قضيته. على الرغم من رحيله المبكر، إلا أن تأثيره وإرثه الأدبي والسياسي لا يزال حيًا ومستمرًا في إلهام الأجيال الجديدة للنضال من أجل الحرية والعدالة.
معلومات الكتاب :
تأليف : غسان كنفاني
الصفحات : 272 اللغة : العربية الحجم : 1.13 ميجابايت
تعليقات
إرسال تعليق