مراجعة وتنزيل رواية أم سعد تأليف غسان كنفاني بصيغة pdf مجانا
وصف رواية أم سعد تأليف غسان كنفاني
رواية "أم سعد" هي إحدى الأعمال الأدبية البارزة للأديب الفلسطيني غسان كنفاني، الذي عُرف بكتاباته التي تتناول القضية الفلسطينية وتعكس معاناة الشعب الفلسطيني. نشرت الرواية لأول مرة في عام 1969 وتعتبر من الأعمال الأدبية التي تركت أثراً كبيراً في الأدب العربي. تتناول الرواية حياة "أم سعد"، المرأة الفلسطينية البسيطة التي تجسد رمزاً للصمود والنضال في وجه الاحتلال الإسرائيلي والظلم الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني.
الرواية مكتوبة بلغة أدبية راقية وبأسلوب سردي مميز يعكس مهارة كنفاني في تصوير الواقع الفلسطيني بواقعية وشاعرية في آن واحد. "أم سعد" ليست مجرد قصة امرأة فلسطينية، بل هي رمز لكل الأمهات الفلسطينيات اللواتي قدمن أبناءهن فداءً للوطن وضحّين بكل شيء من أجل القضية الفلسطينية.
نبذة عن الكاتب غسان كنفاني :
غسان كنفاني، أحد أبرز الأدباء الفلسطينيين في القرن العشرين، ترك بصمة لا تمحى في الأدب العربي من خلال أعماله التي تناولت مواضيع التحرر الفلسطيني والنضال ضد الاحتلال. وُلِد كنفاني في عكا عام 1936، وكان شاهداً على النكبة التي أثرت بعمق في حياته وأعماله.
السيرة الذاتية:
في عام 1948، أُجبر كنفاني وعائلته على النزوح من فلسطين إثر النكبة، فانتقلوا إلى سوريا حيث عاشوا كلاجئين. تميز كنفاني منذ صغره بموهبته الأدبية، وأكمل دراسته الثانوية في دمشق، حيث حصل على شهادة البكالوريا السورية عام 1952. بعدها تسجل في كلية الأدب العربي في جامعة دمشق، لكنه اضطر لقطع دراسته في نهاية السنة الثانية لأسباب اقتصادية وسياسية.
النشاط السياسي:
كان كنفاني ناشطًا سياسيًا منذ شبابه، وانضم إلى حركة القوميين العرب التي ضمه إليها جورج حبش عام 1953. لاحقًا، أصبح عضوًا في المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وهي إحدى الفصائل الرئيسية في منظمة التحرير الفلسطينية. من خلال نشاطه السياسي، لعب كنفاني دورًا كبيرًا في التوعية بقضية الشعب الفلسطيني وتعزيز مقاومته ضد الاحتلال.
الاغتيال:
في 8 يوليو 1972، عندما كان عمره 36 عامًا، تم اغتياله على يد جهاز المخابرات الإسرائيلية (الموساد) بتفجير سيارته في منطقة الحازمية قرب بيروت. كان هذا الاغتيال جزءًا من حملة موسعة استهدفت قادة المقاومة الفلسطينية، ولكن رحيله المبكر لم يطفئ نجم كنفاني الأدبي والسياسي، بل زاد من تأثيره وإرثه.
الأعمال الأدبية:
ترك غسان كنفاني وراءه إرثًا أدبيًا غنيًا يعبر عن معاناة الفلسطينيين ونضالهم من أجل الحرية. كتب العديد من الروايات والقصص القصيرة التي تناولت مواضيع التحرر الفلسطيني والنكبة والنزوح. من أبرز أعماله الأدبية "رجال في الشمس" و"عائد إلى حيفا" و"أم سعد". هذه الأعمال لم تكن مجرد سرد لقصص شخصية، بل كانت تجسيدًا لمعاناة شعب بأكمله وصرخة احتجاج ضد الظلم والاحتلال.
العمل الصحفي:
إلى جانب عمله الأدبي، كان كنفاني صحفيًا بارعًا، عمل في عدة صحف ومجلات عربية، حيث استخدم قلمه للتعبير عن قضايا الأمة العربية بشكل عام والقضية الفلسطينية بشكل خاص. كان له دور كبير في التوعية والتعبئة من خلال مقالاته وتحليلاته السياسية.
الإرث الثقافي:
غسان كنفاني لم يكن مجرد كاتب أو ناشط سياسي، بل كان رمزًا للمقاومة والأمل بالنسبة للكثيرين. ترك إرثًا ثقافيًا غنيًا يلهم الأجيال المتعاقبة من الكتاب والسياسيين والنشطاء. أعماله الأدبية ترجمت إلى عدة لغات ودرست في الجامعات والمعاهد، مما يعكس التأثير الكبير الذي أحدثه في الأدب العالمي.
يبقى غسان كنفاني واحدًا من أهم الأصوات الأدبية والسياسية التي دافعت عن حقوق الشعب الفلسطيني وناضلت من أجل قضيته. على الرغم من رحيله المبكر، إلا أن تأثيره وإرثه الأدبي والسياسي لا يزال حيًا ومستمرًا في إلهام الأجيال الجديدة للنضال من أجل الحرية والعدالة.
مراجعة رواية أم سعد تأليف غسان كنفاني
تعد رواية "أم سعد" من الأعمال الأدبية التي تستحق القراءة والدراسة لما تحمله من معانٍ إنسانية ووطنية عميقة. غسان كنفاني، من خلال شخصيته الرئيسية "أم سعد"، يقدم لنا نموذجاً للمرأة الفلسطينية القوية والصابرة، التي ترفض الاستسلام وتظل متمسكة بالأمل والكرامة رغم الظروف القاسية.
الرواية تتميز بقدرتها على استدراج القارئ إلى أعماق المشاعر الإنسانية والصراعات الداخلية التي تعيشها الشخصيات. كما تتميز بواقعية الأحداث والوصف الدقيق للحياة اليومية للفلسطينيين في مخيمات اللجوء. الأسلوب الأدبي لكنفاني، الممزوج بين السرد والشعرية، يجعل من الرواية عملاً فنياً متكاملاً يعكس بصدق معاناة الشعب الفلسطيني.
عن ماذا تتحدث رواية أم سعد؟
تدور أحداث رواية "أم سعد" حول حياة امرأة فلسطينية تُدعى "أم سعد"، تعيش في مخيمات اللجوء الفلسطيني بعد النكبة. أم سعد تجسد شخصية الأم الفلسطينية التي تعاني من الفقر والحرمان لكنها تبقى صامدة ومتمسكة بالأمل والنضال من أجل تحرير وطنها.
من خلال حياة أم سعد، يستعرض كنفاني جوانب مختلفة من الحياة الفلسطينية تحت الاحتلال، من الفقر والتشرد إلى الصمود والمقاومة. كما يتناول الكاتب العلاقة العاطفية العميقة بين أم سعد وأبنائها، خاصة ابنها الذي ينضم إلى صفوف الفدائيين. الرواية تقدم صورة حية للمخيمات الفلسطينية وتعكس الحياة اليومية للفلسطينيين، ومعاناتهم وآمالهم في العودة إلى ديارهم.
كم عدد صفحات رواية أم سعد؟
تتألف رواية "أم سعد" من حوالي 78 صفحة تقريباً، وهي رواية قصيرة نسبياً مقارنة بأعمال أدبية أخرى، لكنها تحمل في طياتها معاني عميقة وتجارب إنسانية غنية. من خلال صفحاتها القليلة، نجح غسان كنفاني في تقديم صورة شاملة ومعبرة عن حياة الفلسطينيين في مخيمات اللجوء ومعاناتهم اليومية، مما يجعلها من الأعمال الأدبية الهامة التي تستحق القراءة والتأمل.
إقتباسات من رواية أم سعد تأليف غسان كنفاني :
الحبوس أنواع يا ابن العم! أنواع المخيم حبس وبيتك حبس والجريدة حبس والراديو حبس والباص والشارع وعيون الناس.. أعمارنا حبس والعشرون سنة الماضية حبس والمختار حبس تتكلم أنت عالحبوس؟ طول عمرك محبوس
“هذه المراة تلد الأولاد فيصيروا فدائيين .. هي تخلِف و فلسطين تأخذ!”
قال لها: تصبحين على وطنفقالت ام سعد: مفش حدا بنام، بصحى بلاقي وطن بستناه ..!
إن خطأ زائد خطأ لا يساوي صحا، متى تكفون عن اعتبار ضعف الآخرين و أخطائهم مجيرة -سبب تعتمدون عليه- لحساب ميزاتكم؟ لقد إهترأت هذه الأقوال العتيقة، هذه المعادلات الحسابية المترعة بالأخاديع... مرة تقولون أن أخطاءنا تبرر أخطاءكم ومرة تقولون أن الظلم لا يصحح بظلم آخر... تستخدمون المنطق الأول لتبرير وجودكم هنا، وتستخدمون المنطق الثاني لتتجنبوا العقاب الذي تستحقونه، ويخيل إليّ أنكم تتمتعون إلى أقصى حد بهذه اللعبة الطريفة..!!"*"والآن، أنا أكثر من يعرف أن الإنسان هو قضية، وليس لحما ودما يتوارثه جيل وراء جيل مثلما يتبادل البائع والزبون معلبات اللحم المقدد، إنما أتحدث إليك مفترضا أنك في نهاية الأمر إنسان، عليك أن تدرك الأشياء كما ينبغي.. وأنا أعرف أنك ذات يوم ستدرك هذه الأشياء، وتدرك أن أكبر جريمة يمكن لأي إنسان أن يرتكبها، كائنا من كان، هي أن يعتقد ولو للحظة أن ضعف الآخرين وأخطاءهم هي التي تشكل حقه في الوجود على حسابهم،وهي التي تبرر له أخطاءه وجرائمه..!!"
الثورة جزءاً لا ينفصم عن الخبز و الماء و أكف الكدح و نبض القلب
־ لا عليك… إنها جروح بسيطة..־ هذه؟ طبعاً، ستمحى. ستمحوها الأيام. سيملأها غبار التعب، سيتراكم فوقها صدأ الأواني التي أغسلها، وقذارات البلاط الذي أمسحه، ورماد المنافض التي أنظفها، وعكورة المياه التي أغسل بها.. أجل يا ابن العم، أجل… ستغرق هذه الجروح تحت سواقي التعب، يجففها اللهاث، وتغتسل طوال النهار بالعرق الساخن الذي أعجن به خبز أولادي..
بدأت الحرب بالراديو وانتهت بالراديو..!
أنتظر شيئاً ما يفتح شهيتي ليس للأكل فحسب، ولكن للحياة أيضا
كانت أم سعد قد علمتني طويلاً كيف يجترح المنفي مفرداته وكيف ينزلها في حياته كما تنزل شفرة المحراث في الأرض،
وكنت ما أزال أنظر إلى كفيها، منكفئتين هناك كشيئين مصابين بالخيبة، تصيحان من أعماقهما، تطاردان المهاجر إلى الخطر والمجهول.. لماذا، يا إلهي، يتعين على الأمهات أن يفقدن أبناءهن؟
ماذا نفعل نحن في المخيم غير التمشي داخل ذلك الحبس العجيب؟ الحبوس أنواع يا ابن العم! أنواع! المخيم حبس، وبيتك حبس، والجريدة حبس، والراديو حبس، والباص والشارع وعيون الناس.. أعمارنا حبس، والعشرون سنة الماضية حبس، والمختار حبس.
لماذا لم تتناول فطورك؟ أنا لم أتناول فطوري أيضاً، أنتظر شيئاً ما يفتح شهيتي ليس للأكل فحسب، ولكن للحياة أيضاً
معلومات الكتاب :
تأليف : غسان كنفاني
الصفحات : 78 اللغة : العربية الحجم : 0.92 ميجابايت
تعليقات
إرسال تعليق