مراجعة وتنزيل كتاب أرض البرتقال الحزين تأليف غسان كنفاني pdf
وصف رواية "أرض البرتقال الحزين" - غسان كنفاني
"أرض البرتقال الحزين" هي مجموعة قصصية بارعة من تأليف الروائي الفلسطيني الكبير غسان كنفاني. تعتبر هذه المجموعة الأدبية من أبرز أعمال كنفاني، حيث يعرض من خلالها الأوجه المتعددة لمأساة الشعب الفلسطيني بأسلوب أدبي مؤثر وملهم. هذه القصص ليست مجرد حكايات بل هي مرآة تعكس الواقع والذاكرة الفلسطينية، وتمثل تجربة إنسانية عميقة تعبر عن الألم والمعاناة والأمل.
المضمون:
تتألف "أرض البرتقال الحزين" من مجموعة من القصص القصيرة التي تلتقط تجارب الفلسطينيين في ظل الاحتلال والنزوح. تستخدم هذه القصص كنافذة تطل على الأوجاع والآمال والأحلام المحطمة لشعب بأكمله. كل قصة تمثل جزءًا من الفسيفساء التي تشكل الصورة الكاملة لمأساة الفلسطينيين.
الأسلوب الأدبي:
يمتاز أسلوب كنفاني في هذه المجموعة بالبساطة والعمق في آن واحد. اللغة المستخدمة تعكس مجموعة من الانحناءات أمام الألم الإنساني، مما يجعل النصوص تبدو وكأنها تنحني احترامًا لمعاناة الفلسطينيين. يستخدم كنفاني لغة شاعرية وواقعية، تجمع بين الوضوح والرمزية، مما يضفي على القصص طابعًا خاصًا يجعلها تنبض بالحياة والمشاعر.
المواضيع الأساسية:
تتناول القصص مواضيع عدة تتعلق بالمأساة الفلسطينية، من بينها النزوح، والاحتلال، والحنين إلى الوطن، والبحث عن الهوية. الأفق الفلسطيني الذي يسعى كنفاني إلى رسمه بكلماته يأتي ممتزجًا بالذاكرة، وكأن الفلسطيني لا يستطيع أن يتحرر من ذاكرته في لحظات الذهول أمام المأساة. هذه الذاكرة هي التي تقوده في رحلته للبحث عن الذات وإيجاد الطريق الوحيد الممكن لتحقيق كينونته.
الذاكرة والهوية:
تعتبر الذاكرة محورًا رئيسيًا في قصص "أرض البرتقال الحزين". يستعرض كنفاني كيف أن الذاكرة الفلسطينية، برغم ما تحمله من ألم ومرارة، هي البوابة التي يعبر من خلالها الفلسطيني إلى ذاته. هذه الذاكرة تحافظ على جذوره وتمنحه القوة لمواجهة الواقع المرير والسعي نحو المستقبل. القصص تعكس كيف أن الذاكرة الجماعية للفلسطينيين تشكل جزءًا لا يتجزأ من هويتهم وتجربتهم الإنسانية.
"أرض البرتقال الحزين" ليست مجرد مجموعة قصصية، بل هي وثيقة أدبية تعبر عن معاناة الشعب الفلسطيني وآماله وأحلامه. غسان كنفاني، من خلال هذه القصص، يقدم رؤية إبداعية عميقة للأفق الفلسطيني، ويسعى إلى إظهار القوة والجمال في النضال من أجل الحرية والكرامة. هذا العمل الأدبي يبقى مرجعًا هامًا لفهم التجربة الفلسطينية وتأثيرها على الفرد والمجتمع، ويظل شاهدًا على الإبداع الأدبي الذي ينبثق من رحم المعاناة.
نبذة عن الكاتب غسان كنفاني
غسان كنفاني، أحد أبرز الأدباء الفلسطينيين في القرن العشرين، ترك بصمة لا تمحى في الأدب العربي من خلال أعماله التي تناولت مواضيع التحرر الفلسطيني والنضال ضد الاحتلال. وُلِد كنفاني في عكا عام 1936، وكان شاهداً على النكبة التي أثرت بعمق في حياته وأعماله.
السيرة الذاتية:
في عام 1948، أُجبر كنفاني وعائلته على النزوح من فلسطين إثر النكبة، فانتقلوا إلى سوريا حيث عاشوا كلاجئين. تميز كنفاني منذ صغره بموهبته الأدبية، وأكمل دراسته الثانوية في دمشق، حيث حصل على شهادة البكالوريا السورية عام 1952. بعدها تسجل في كلية الأدب العربي في جامعة دمشق، لكنه اضطر لقطع دراسته في نهاية السنة الثانية لأسباب اقتصادية وسياسية.
النشاط السياسي:
كان كنفاني ناشطًا سياسيًا منذ شبابه، وانضم إلى حركة القوميين العرب التي ضمه إليها جورج حبش عام 1953. لاحقًا، أصبح عضوًا في المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وهي إحدى الفصائل الرئيسية في منظمة التحرير الفلسطينية. من خلال نشاطه السياسي، لعب كنفاني دورًا كبيرًا في التوعية بقضية الشعب الفلسطيني وتعزيز مقاومته ضد الاحتلال.
الاغتيال:
في 8 يوليو 1972، عندما كان عمره 36 عامًا، تم اغتياله على يد جهاز المخابرات الإسرائيلية (الموساد) بتفجير سيارته في منطقة الحازمية قرب بيروت. كان هذا الاغتيال جزءًا من حملة موسعة استهدفت قادة المقاومة الفلسطينية، ولكن رحيله المبكر لم يطفئ نجم كنفاني الأدبي والسياسي، بل زاد من تأثيره وإرثه.
الأعمال الأدبية:
ترك غسان كنفاني وراءه إرثًا أدبيًا غنيًا يعبر عن معاناة الفلسطينيين ونضالهم من أجل الحرية. كتب العديد من الروايات والقصص القصيرة التي تناولت مواضيع التحرر الفلسطيني والنكبة والنزوح. من أبرز أعماله الأدبية "رجال في الشمس" و"عائد إلى حيفا" و"أم سعد". هذه الأعمال لم تكن مجرد سرد لقصص شخصية، بل كانت تجسيدًا لمعاناة شعب بأكمله وصرخة احتجاج ضد الظلم والاحتلال.
العمل الصحفي:
إلى جانب عمله الأدبي، كان كنفاني صحفيًا بارعًا، عمل في عدة صحف ومجلات عربية، حيث استخدم قلمه للتعبير عن قضايا الأمة العربية بشكل عام والقضية الفلسطينية بشكل خاص. كان له دور كبير في التوعية والتعبئة من خلال مقالاته وتحليلاته السياسية.
الإرث الثقافي:
غسان كنفاني لم يكن مجرد كاتب أو ناشط سياسي، بل كان رمزًا للمقاومة والأمل بالنسبة للكثيرين. ترك إرثًا ثقافيًا غنيًا يلهم الأجيال المتعاقبة من الكتاب والسياسيين والنشطاء. أعماله الأدبية ترجمت إلى عدة لغات ودرست في الجامعات والمعاهد، مما يعكس التأثير الكبير الذي أحدثه في الأدب العالمي.
يبقى غسان كنفاني واحدًا من أهم الأصوات الأدبية والسياسية التي دافعت عن حقوق الشعب الفلسطيني وناضلت من أجل قضيته. على الرغم من رحيله المبكر، إلا أن تأثيره وإرثه الأدبي والسياسي لا يزال حيًا ومستمرًا في إلهام الأجيال الجديدة للنضال من أجل الحرية والعدالة.
مراجعة رواية "أرض البرتقال الحزين" - غسان كنفاني
"أرض البرتقال الحزين" هي واحدة من أبرز المجموعات القصصية التي كتبها الروائي الفلسطيني المبدع غسان كنفاني. تعكس هذه المجموعة الأدبية بعمق مأساة الفلسطينيين من خلال مجموعة من القصص القصيرة التي تعبر عن الألم والأمل والمعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني.
ملخص القصص:
تتألف "أرض البرتقال الحزين" من عدة قصص قصيرة، كل منها يقدم لمحة عن تجربة مختلفة من تجارب الفلسطينيين. من خلال سرد متنوع، يتنقل كنفاني بين أزمنة وأماكن مختلفة، ويعرض قصصًا لأفراد وعائلات نزحوا من أراضيهم، وعاشوا تجربة التشرد والحنين إلى الوطن. القصص تجسد بشكل مؤثر الواقع الفلسطيني وما يصاحبه من تحديات وصراعات يومية.
التيمات والأسلوب الأدبي:
تتناول القصص في هذه المجموعة مواضيع متعددة تتعلق بالنكبة والنزوح والحنين إلى الوطن والبحث عن الهوية. يستخدم كنفاني لغة بسيطة ولكنها غنية بالرمزية، مما يجعل القصص تتسم بعمق إنساني كبير. الأفق الفلسطيني الذي يسعى كنفاني إلى رسمه في هذه القصص يأتي ممتزجًا بالذاكرة، وكأن الفلسطيني لا يستطيع أن يتحرر من ذاكرته في لحظات الذهول أمام المأساة. هذه الذاكرة هي البوابة التي يعبر من خلالها الفلسطيني إلى ذاته، حيث يكتشف الطريق الوحيد الممكن لتحقيق كينونته.
التأثير والاستقبال:
استقبلت "أرض البرتقال الحزين" بإشادة واسعة من النقاد والقراء على حد سواء. تعتبر هذه المجموعة القصصية أحد أهم أعمال كنفاني، وهي تسلط الضوء على القضايا الفلسطينية من خلال عدسة أدبية مبدعة. القصص في هذه المجموعة تتسم بقدرتها على لمس القلوب وتحريك المشاعر، مما يجعلها ذات تأثير دائم على القراء.
الخاتمة:
"أرض البرتقال الحزين" ليست مجرد مجموعة قصصية، بل هي مرآة تعكس الواقع الفلسطيني وتوثق تجربة إنسانية عميقة. غسان كنفاني من خلال هذه القصص يقدم رؤية إبداعية للأفق الفلسطيني، ويعبر عن الألم والأمل الذي يحمله الفلسطينيون في قلوبهم. هذه المجموعة تبقى مرجعًا هامًا لفهم التجربة الفلسطينية وتأثيرها على الأفراد والمجتمع، وتظل شاهدًا على الإبداع الأدبي الذي ينبثق من رحم المعاناة.
إقتباسات من كتاب أرض البرتقال الحزين تأليف غسان كنفاني pdf - freebookar :
يموت الابطال دون أن يسمع بهم أحد.
وتبدو لي حياتي، حياتنا كلنا، خطاً مستقيماً يسير بهدوء وذلة..
" لقد حاولوا أن يذوبوني كقطعة سكر في فنجان شاي ساخن.. و بذلوا، يشهد الله، جهداً عجيباً من أجل ذلك.. و لكنني مازلت موجوداً رغم كل شيء "
تريد أن تعرف جريمتي؟ هل يهمك حقاً أن تعرف أم أنت فضولي بريء يا سيدي؟لقد سكبت دون أن أعي، كل محتويات الحليب فوق رأس موظف وقلت له أنني لا أريد بيع وطني ... في لحظة جنون أم لحظة عقل، لا أدري ... لقد وضعوني في زنزانة سحيقة العمق لكي أقول أنها لحظة جنون ... ولكنني، في تلك الزنزانة، تيقنت أكثر من أية لحظة مضت بأنها كانت لحظة العقل الوحيدة في حياتي كلها ...
لقد خدعتنا البلاغات ثم خدعتنا الحقيقة بكل مرارتها.
“قال لي مرة فيما هو يقلب جريدة في يده : "اسمع يا فيلسوفي الصغير , الإنسان يعيش ستين سنة في الغالب ، أليس كذلك ؟ يقضي نصفها في النوم . بقي ثلاثون سنة . اطرح عشر سنوات ما بين مرض وسفر وأكل وفراغ . بقي عشرون ؛ إن نصف هذه العشرين قد مضت مع طفولة حمقاء , ومدارس ابتدائية . لقد بقيت عشر سنوات . عشر سنوات فقط ، أليست جديرة بأن يعيشها الإنسان بطمأنينة ؟" بهذه الفلسفة كان يقابل أي تحد يواجهه . كان يحل مشاكله بالتسامح وحين يعجز التسامح يحلها بالنكتة وحين تعجز النكتة يفلسفها .”
أنا أعرف ما الذي أضاع فلسطين..كلام الجرائد لا ينفع يابني، فهم-أولئك الذين يكتبون في الجرائد يجلسون في مقاعد مريحة و في غرف واسعة فيها صور و فيها مدفأة، ثم يكتبون عن فلسطين، وعن حرب فلسطين، وهم لم يسمعوا طلقة واحدة في حياتهم كلها.
إن الحياة لا قيمة لها قطإن لم تكن، دائماً، واقفة قبالة الموت
تبدو لي حياتي، حياتنا كلنا، خطاً مستقيماُ يسير بهدوء وذلة إلى جانب خط قضيتي ... ولكن الخطين متوازيان، ولن يلتقيا ...
لقد وضعوني في زنزانةٍ سحيقة العمق لكي أقول أنها لحظة جنون ولكني، في تلك الزنزانة تيقنت أكثر من أية لحظة مضت بأنها كانت لحظة العقل الوحيدة في حياتي كلها.
معلومات الكتاب :
تأليف : غسان كنفاني
الصفحات : 120 اللغة : العربية الحجم : 1.27 ميجابايت
تعليقات
إرسال تعليق