مراجعة وتحميل كتاب أدب المقاومة في فلسطين المحتلة: 1948-1966 تأليف غسان كنفاني
وصف الكتاب:
في كتابه الرائع، سلط الكاتب غسان كنفاني الضوء على جوانب متعددة من الأدب الفلسطيني، مع التركيز على أدب المقاومة. يغطي الكتاب الفترة من النكبة وحتى عام 1966. يتميز الكتاب ببساطته وعدم الإطالة، حيث يتناول كل موضوع بطريقة موجزة وواضحة.
يتطرق كنفاني إلى محاولات الأدباء الفلسطينيين التغلب على أشكال الحصار الثقافي التي واجهوها، وكيف تصدت جهودهم بالقمع والحظر. كما يستعرض الكتاب صورة البطل العربي في الكتابات الصهيونية، مما يتيح للقارئ فهم أعمق للظروف والأحداث التي شكلت تلك الفترة.
وفي الجزء الأخير من الكتاب، يقدم كنفاني مجموعة من القصائد كنماذج لأدب المقاومة في فلسطين. هذه القصائد لم تكن مجرد أمثلة، بل كانت نافذة للتعرف على كتاب جدد وأساليب جديدة في التعبير عن المقاومة.
بالرغم من اقتضابه، يعتبر هذا الكتاب قيماً للغاية، حيث يقدم نظرة شاملة وموجزة في آن واحد على الأدب الفلسطيني وأدب المقاومة، مما يجعله مرجعاً أساسياً لكل من يهتم بفهم الأدب الفلسطيني وتاريخه.
نبذة عن الكاتب غسان كنفاني :
غسان كنفاني، أحد أبرز الأدباء الفلسطينيين في القرن العشرين، ترك بصمة لا تمحى في الأدب العربي من خلال أعماله التي تناولت مواضيع التحرر الفلسطيني والنضال ضد الاحتلال. وُلِد كنفاني في عكا عام 1936، وكان شاهداً على النكبة التي أثرت بعمق في حياته وأعماله.
السيرة الذاتية:
في عام 1948، أُجبر كنفاني وعائلته على النزوح من فلسطين إثر النكبة، فانتقلوا إلى سوريا حيث عاشوا كلاجئين. تميز كنفاني منذ صغره بموهبته الأدبية، وأكمل دراسته الثانوية في دمشق، حيث حصل على شهادة البكالوريا السورية عام 1952. بعدها تسجل في كلية الأدب العربي في جامعة دمشق، لكنه اضطر لقطع دراسته في نهاية السنة الثانية لأسباب اقتصادية وسياسية.
النشاط السياسي:
كان كنفاني ناشطًا سياسيًا منذ شبابه، وانضم إلى حركة القوميين العرب التي ضمه إليها جورج حبش عام 1953. لاحقًا، أصبح عضوًا في المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وهي إحدى الفصائل الرئيسية في منظمة التحرير الفلسطينية. من خلال نشاطه السياسي، لعب كنفاني دورًا كبيرًا في التوعية بقضية الشعب الفلسطيني وتعزيز مقاومته ضد الاحتلال.
الاغتيال:
في 8 يوليو 1972، عندما كان عمره 36 عامًا، تم اغتياله على يد جهاز المخابرات الإسرائيلية (الموساد) بتفجير سيارته في منطقة الحازمية قرب بيروت. كان هذا الاغتيال جزءًا من حملة موسعة استهدفت قادة المقاومة الفلسطينية، ولكن رحيله المبكر لم يطفئ نجم كنفاني الأدبي والسياسي، بل زاد من تأثيره وإرثه.
الأعمال الأدبية:
ترك غسان كنفاني وراءه إرثًا أدبيًا غنيًا يعبر عن معاناة الفلسطينيين ونضالهم من أجل الحرية. كتب العديد من الروايات والقصص القصيرة التي تناولت مواضيع التحرر الفلسطيني والنكبة والنزوح. من أبرز أعماله الأدبية "رجال في الشمس" و"عائد إلى حيفا" و"أم سعد". هذه الأعمال لم تكن مجرد سرد لقصص شخصية، بل كانت تجسيدًا لمعاناة شعب بأكمله وصرخة احتجاج ضد الظلم والاحتلال.
العمل الصحفي:
إلى جانب عمله الأدبي، كان كنفاني صحفيًا بارعًا، عمل في عدة صحف ومجلات عربية، حيث استخدم قلمه للتعبير عن قضايا الأمة العربية بشكل عام والقضية الفلسطينية بشكل خاص. كان له دور كبير في التوعية والتعبئة من خلال مقالاته وتحليلاته السياسية.
الإرث الثقافي:
غسان كنفاني لم يكن مجرد كاتب أو ناشط سياسي، بل كان رمزًا للمقاومة والأمل بالنسبة للكثيرين. ترك إرثًا ثقافيًا غنيًا يلهم الأجيال المتعاقبة من الكتاب والسياسيين والنشطاء. أعماله الأدبية ترجمت إلى عدة لغات ودرست في الجامعات والمعاهد، مما يعكس التأثير الكبير الذي أحدثه في الأدب العالمي.
يبقى غسان كنفاني واحدًا من أهم الأصوات الأدبية والسياسية التي دافعت عن حقوق الشعب الفلسطيني وناضلت من أجل قضيته. على الرغم من رحيله المبكر، إلا أن تأثيره وإرثه الأدبي والسياسي لا يزال حيًا ومستمرًا في إلهام الأجيال الجديدة للنضال من أجل الحرية والعدالة.
مراجعة كتاب: أدب المقاومة في فلسطين المحتلة: 1948-1966 تأليف غسان كنفاني
كم أنت رائع يا غسان... ستبقى ملجأنا لفلسطين كلما ضللنا الطريق وكلما أخذتنا الدنيا بعيداً.
يتحدث الكتاب - أو الدراسة إن صح التعبير - عن المعركة الثقافية التي خاضها المشروع الصهيوني، وكيف سعى إلى تجهيل عرب الداخل عن طريق منع الإصدارات الأدبية والعلمية والثقافية، وقمع كل المحاولات في هذا الاتجاه. بالإضافة إلى منع دخول الإصدارات العربية - باستثناء الساقط منها - إلى أهل الداخل.
كما يعرج الكتاب على أمثلة من الأدب العربي في فترة ما بين النكبة والنكسة، ويبرز كمية المقاومة التي مارسها أهلنا في الداخل من خلال أدب المقاومة والصمود.
يتناول كنفاني في هذا الكتاب، كيف استُخدم الأدب كأداة للمقاومة، وكيف تم توظيفه لتحدي الحصار الثقافي والسياسي الذي فرضته السلطات الصهيونية. يسرد الكتاب أيضاً أمثلة من الأدب الصهيوني، موضحاً كمية الأكاذيب المستخدمة لتبرير وجودهم في فلسطين، وتشجيع يهود العالم على تبني الفكر الصهيوني والدفاع عن مشروعهم اللعين.
يعد هذا الكتاب دراسة قيّمة لتاريخ الأدب الفلسطيني، حيث يبرز التحديات والاضطهادات التي واجهها الأدباء الفلسطينيون في الداخل، وكيف استطاعوا من خلال أدبهم مقاومة هذه المحاولات القمعية. أسلوب كنفاني في السرد يجعلك تشعر بعمق القضية، ويجعلك تدرك حجم المعاناة والأمل الذي حمله أدباء فلسطين في قلوبهم.
إنه كتاب لا غنى عنه لكل من يرغب في فهم أدب المقاومة الفلسطيني وتاريخه، وهو أيضاً دليل على أن الأدب يمكن أن يكون سلاحاً قوياً في مواجهة الظلم والاحتلال. غسان كنفاني، من خلال هذا العمل، يثبت مرة أخرى أنه لم يكن فقط كاتباً مبدعاً، بل أيضاً محارباً بالقلم، ومرشداً لنا في رحلة البحث عن الهوية والحرية.
معلومات الكتاب :
تأليف : غسان كنفاني
الصفحات : 174 اللغة : العربية الحجم : 2.27 ميجابايت
تعليقات
إرسال تعليق