مراجعة رواية المراهق الجزء الأول بقلم فيودور دوستويفسكي

وصف  رواية المراهق الجزء الأول بقلم فيودور دوستويفسكي

المراهق لفيودور دوستويفسكي يعتبر دوستويفسكي أحد أعظم كتّاب الرواية. تتسم أعماله بالقدرة السردية على جذب القارئ والتعبير القوي عن مكنونات النفس البشرية، وهو ما يعبر عنه في عناوين رواياته التي تصف أشخاصًا في مواقف وسلوكيات مختلفة: "المقامر"، "المراهق"، "المراهق"، "الإذلال"، "الجريمة والعقاب"، "المعتوه".

تقدم رواية "المراهق" المراهقين كنماذج تحمل آمالاً وأوهامًا عن الحياة والثروة والحب، وتصف مشاعر الحب والكراهية والاعتراف والإنكار التي يعيشها المراهقون تجاه آبائهم وأسرهم ومحيطهم.

من هو فيودور دوستويفسكي؟

فيودور ميخايلوفيتش  دوستويفسكي؛. روائي وكاتب قصص قصيرة وصحفي وفيلسوف روسي. وهو أحد أشهر الكتاب في العالم. تقدم رواياته فهماً عميقاً للنفس البشرية، وتحليلاً ثاقباً للوضع السياسي والاجتماعي والروحي في روسيا في القرن التاسع عشر، وتتناول مجموعة متنوعة من الموضوعات الفلسفية والدينية.

بدأ دوستويفسكي الكتابة في العشرينيات من عمره، ونُشرت روايته الأولى "الرجل الفقير" عام 1846، عندما كان عمره 25 عاماً. من أشهر أعماله "الإخوة كارامازوف" و"الجريمة والعقاب" و"الأبله" و"الشيطان". تشمل أعماله الكاملة 11 رواية كاملة وثلاث قصص قصيرة و17 قصة قصيرة والعديد من الأعمال والمقالات الأخرى. كان أحد مؤسسي الوجودية وتعتبر قصته القصيرة "الرجل الصرصور" أول عمل في هذا السياق.

مراجعة رواية المراهق الجزء الأول تأليف فيودور دوستويفسكي

من المعروف جيداً أن فيودور دوستويفسكي يتعمق في النفس البشرية ودوافعها وأمراضها المختلفة في رواياته. فمبضعه الذي يشبه مبضع الطبيب الذي يشرّح الجثة لفهم بنية الجسد، يستحق أن يُطلق عليه "مبضع النفس البشرية". لقد وصف مشرط دوستويفسكي جميع أنواع النفس الإنسانية: "نفسية المجرم وألمه وحيرته، ومحاولته تبرير جريمته في الجريمة والعقاب"؛ "نفسية الرجل الذي يعيش على أمل الفوز بحبيبته فيذل بحب فتى طائش، وفي الذل والمهانة التي تلحقه بعائلته. وفي الذل والمهانة التي ألحقها به"، وفي "تشريح المراهق وتقطيع أوصاله في هذا العمل الفني العظيم"... لقد ذاق الفنان وعاش كل أنواع الآلام النفسية، بدءاً من تسلط والده السكير إلى الإعدام الذي نجا منه قبل لحظات من إعدامه. لينتج أدباً راقياً ومعسولاً

لقد فرغ صبري ، فها أنا ذا آخذ بكاتبة قصة خطواتي الأولى في طريق الحياة

هكذا تبدأ الرواية في مجلدها الأول: بضمير المتكلم لبطلها المراهق أركادي دولغوروكي، ولكن في شكل مذكرات أو مذكرات وليس في شكل مذكرات. ويكتب دوستويفسكي عن أحداث هذا المراهق بطريقة ليست أدبية ولا تخطيطية في حد ذاتها، وحتى المراهق المتهور الذي يحتقر الشخصيات الأدبية يستخف به الكاتب فيقول: "إن أسلوب هذه الرواية يوهم القارئ بالتعقيد والالتباس، وكأن الكاتب يهين القارئ والمراهق (لا أقصد بالمراهق أي مراهق، بل أقصد مراهقًا شديد الذكاء منبوذًا من الآخرين لكونه وغدًا أو معاقبًا على أمور أخرى... إلخ). (أعني بذلك مراهقًا ذا تنشئة اجتماعية ملعونة، مهيأ لأن يصبح قنبلة موقوتة، تتراكم عقدة نفسية داخله تبعًا للطريقة التي ينظر بها إليه أو إليها). (من خلال قراءتي لعدة روايات لكتّاب روس، فإن شخصياته كلها شخصيات ميؤوس منها وذات فكر حاد جداً، على وشك الانتحار، وفلاسفة على ألسنتهم فلسفة).

تكمن نكهة الرواية في أسلوبها المرتبك والمراهق المزعج.

كما أن أسماء الشخصيات تزيد من تعقيد الرواية بنسبة 100%... أعتقد أن أسماء الشخصيات هي أسماء ثلاثية، أو مجرد أسماء أولى، أو ألقاب.

أيضاً الحوار في الرواية جميل جداً وموضوعاتها (مثل الحوار الذي دار بين مراهق وأحد الأمراء عن النساء وكيف يمكن أن يتكبرن ويجلب الشفقة عليهن) رائعة.

في الحقيقة هناك جزء آخر من الرواية يمكن مراجعته، ولكن يمكن القول أن الرواية تمثل فترة من حياة هذا الكاتب الفيلسوف حيث أن بطل الرواية المراهق يعتنق أفكاراً ويعيش حياة عدمية ولكنه يؤمن أيضاً بأفكار أكثر نبلاً وقدوة بسبب شكوكه. ويعتبر مؤسس الوجودية التي تنسب إلى الفيلسوف الفرنسي بول سارتر، وأعتقد أنه يتحدث عن نفسه بسبب هذا الخلط. ...... ربما كان دوستويفسكي عدميًّا في مراهقته وتوصل إلى استنتاجاته الوجودية في مراهقته. هذا مجرد استنتاج قد يكون صحيحًا أو غير صحيح.

مجموعات إقتباسات من رواية المراهق الجزء الأول بقلم فيودور دوستويفسكي

1 - "لماذا تكون الأشياء التي يعبر عنها انسان ذكي أغبى كثيراً مما يبقى في ذهنه ؟"

2 -"رب أديب يسلخ من عمره ثلاثين عاماً في الكتابة ثم يجهل ثم يجهل آخر الأمر لماذا كتب طوال هذه السنين. وعندي أن استخراج ما تنطوي عليه نفسي و وصف عواطفي من أجل أن أعرضها في سوق الأدب هي في نظري من الأمور المعيبة و الوضيعة."

3-رب امرأة تفتنك بجمالها أو بما لا أدري في طرفة عين ؛ و رب أمرأة آخرى لابد لك من ستة أشهر حتى تعرف مصدر السحر و أن ترى هذا السحر. فهذه المرأة الثانية إذا أن أردت أن تراها كاملة و أن تحبها لا يكفي أن تنظر إليها ، ولا يكفي أن تكون مستعداً للإقدام على شيء، و إنما ينبغي أن تكون موهوباً بشيءٍ آخر.إنني من ذلك على يقين رغم إنني لا أعرف شيئاً، و إلا كان يجب أن ننزل جميع النساء إلى منزلة الحيوانات الداجنة و أن لا نحتفظ بهم لدينا إلا على هذه الصورة.

4 - أن من حق كل شخص أن يفصح عن رأيه في الهواء.

5 - ليتفق في كثير من الأحيان لرجل أن يواجه امرأة أن يبدأ الفعل دون أن يقول كلمة واحدة ، و واضح أن هذا منتهى الشذوذ و أنه يثير أقصى الاشمئزاز.

6 - أن حياة كل امرأة ، مهما يكن كلامها ، ليست إلا بحثاً أبدياً عن سيد تخضع له .. أن فيها ظمأً إلى الخضوع إن صح التعبير.

7 - " إني لأتساءل هل يستطيع العنكبوت أن يكره الذباب الذي يتربص به و ليقبض عليها ؟

8 - لا يكفي بأن تدحض فكرة جميلة ، و إنما ينبغي لك أن تحل محلها فكرة تضارعها الجمال.

9 - كثير من البشر يتحول الاستدلال المنطقي عندهم أحياناً إلى عاطفة قوية تستولي على وجودهم كله، فيصعب طردها أو تعديلها. فلكي نشفي انسان أصيب بهذا الداء علينا أن نغير هذه العاطفة بالذات ، و هذا لا يمون ممكناً إلا بأن نحل محل هذه العاطفة عاطفةٌ أخرى تساويها. و ذلك صعب دائماً حتى لقد يكون في بعض الأحيان مستحيلاً.

10-إلى الشيطان فليذهب جميع الناس : أمضوا في سييلكم ، كيدوا بعضكم لبعض ، كلوا بعضكم بعض ، فيما عسى أن يعنيني أنا هذا كله؟

11 - أن المال وحده يستطيع أن يقود أمرىء إلى المنزلة الأولى ، و لو كان تافهاً لا قيمة له.

12 - أن أبسط الأفكار و أوضح الأفكار هي بعينها أعسر على الفهم. لو أن كريستفور كولمبوس أراد قبل اكتشاف أمريكا أن يروي فكرته للآخرين لظلوا مدة طويلة لا يفهمونها فيما أعتقد.

13 - تستطيع أن تصور مدى ما تسبغه ضحكة جميلة على المرء من سحر و فتنة.

14 - ففي وسعك أن تدع الضحك و هذا التهكم لأولئك الذين لا يملكون إلا هذه الوسيلة انتقاماً لتفاهتهم

15 - مهما يكن الميت جديراً بالشفقة و التسامح ، فما نزال نحن أحياء فلا داعي أن نسرف في الحز

16- أن الواقعية التي لا ترى ما هو أبعد من الأنف أشد خطراً من الخيال الجامح المجنون لأنها عمياء

تأليف : فيودور دوستويفسكي